وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ ۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (آل عمران - 105) أ.د/ فؤاد محمد موسى

 

وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ ۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

(آل عمران - 105)

أ.د/ فؤاد محمد موسى

إن حال الأمة الإسلامية الأن لا يرضي الله، فهي في أشد حالات التفرق والضعف والمهانة في العالم ، تتسول أمنها وأكلها وشربها من أعدائها أعداء الله، متخلية عن منهاج الله في غالبية أمور حياتها، فأذلها الله لأعدائها، وألبسها االله لباس الخزي والهوان.

ولا يخفى على أحد الأن وضع أهل غزة وما هم علية من تشرد وجوع. فقد دمرت قوى البغي الصهيوني اليهودي الأمريكي كل مقومات الحياة في غزة من بشر وحجر، دون أدنى استنكار من غالبية المسلمين، بل أن هناك من يتعاون من المسلمين مع قوى البغي ويمدهم بكل ما يملك في حربهم ضد أهل غزة.

ولكن الله قيض لغزة المجاهدين في سبيل الله الموحدين. والله ناصرهم وعلى يدهم تتحقق الخلافة على منهاج النبوة.

لقد تخلى الكثير من المسلمين عن دورهم في قيادة البشرية للخير بكتاب ربهم هدى ونور للعالمين . ولم يمتثلوا لما نهاهم عنه ربهم من التفرق والاختلاف.

وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ ۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(آل عمران - 105).

وهنا نؤكد على معنى خطير جدا في الأية الكريمة يصف حال المسلمين في تفرقهم واختلافهم مثل اليهود والنصارى تماما، ألا وهو أن تفرق واختلاف المسلمين قد وقع «من بعد ما جاءهم البينات» وهذا حدث بعد عهد النبوية والخلافة الراشدة. فقد استخدمت الفرق الإسلامية المختلفة الدين نفسه كغطاء ووسيلة للتفرق بأغراد قومية وقبلية ووسيلة للتحكم في رقاب المسلمين باسم الدين كما فعل اليود والنصارى تماما.

فنحن نرى الأن استخدام الدين لتحقيق أهواء شخصية للبعض وللتحكم في البعض الآخر ، وهنا نشأ دعاة الباطل الذين يقومون بهذا الدور، وقلب الأمور وجعل الغاية من الدين خدمة العبيد من القوم. وهذا واضح لكل عاقل، فكل الفرق التي تطلق على نفسها مسميات غير الإسلام، قد جندت  البعض من الفاشلين والجهلة الذين فشلوا في حياتهم الدراسية والعلمية والحياتية، ولهم تطلعات للشهرة والرفعة وتحصيل المال لهذا الغرض. ومن ثم التقطهم أعداء الله من اليهود وأصحاب المصالح الدنوية، ليكونوا لهم أبواق فساد في الأرض باسم الدين. هؤلاء الإدعياء رغم فشلهم العلمي، إلا أنهم يمتلكون بعض القدرات الخاصة في النفاق والمكر السيء، والقدرة على التلون وتلبيس الحق بالباطل، والقدرة الكلامية المنمقة التي يخدعون بها الناس.  ولكن الله وضح لك أيها المسلم كيف تعرفهم فقال:

وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ٱلْقَوْلِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَٰلَكُمْ(محمد - 30).

وبذلك تكون الآيات الكريمة:

وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ ۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(آل عمران - 105).

 قد بينت مسلكا من مسالك اليهود الخبيثة لكيد الإسلام والمسلمين، ووبختهم على ذلك توبيخا موجعا، وفضحتهم على مر العصور والدهور، وحذرت المؤمنين من شرورهم، ولا تكونوا أيها المؤمنون كأولئك اليهود والنصارى وغيرهم من الذين تفرقوا شيعا وأحزابا، وصار كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ واختلفوا فيما بينهم اختلافا شنيعا، وقد ترتب على ذلك أن كفر بعضهم بعضا، وقاتل بعضهم بعضا، وزعم كل فريق منهم أنه على الحق وغيره على الباطل، وأنه هو وحده الذي يستطيع أن يدرك ما في الكتب السماوية من حقائق، وهو وحده الذي يستطيع تفسيرها تفسيرا سليما.

وهذا حال كل الفرق الإسلامية.

لكن الله يدعوا الكل للعودة إلى كتاب الله ووحدة المسلمين، فعلى الكل أن يرفع راية التوحيد وكلمة الإسلام.

أ.د/ فؤاد محمد موسى.

تعليقات