وكذلك قالت الفرق الإسلامية أ.د/ فؤاد محمد موسى

 

وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَىْءٍۢ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَىْءٍۢ

(البقرة - 113)

وكذلك قالت الفرق الإسلامية

أ.د/ فؤاد محمد موسى

أيها المسلم لقد أبتليت الأمة الإسلامية بما ابتليت به ما سبقها من اليهود والنصارى. كما قال صلى الله عليه وسلم .

ففي الصحيحين عن أبي سعيد -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ أنه قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، - وفي لفظ - شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال فمن وفي هذا المعني أحاديث أخرى كلها تدل على وجوب الحذر من مشابهة أعداء الله .

فنرى الأن على الساحة مسميات ما أنزل الله بها من سلطان يفتخر بها أفراد كل فرقة أو جماعة أو طائفة: هذا شيعي، وهذا سني، وهذا صوفي، وهذا سلفي، وهذا مدخلي، وهذا وهذا . والأصل أن الكل مسلم، موحد بالله لا يشرك به شيئا.

والواقع أن كل منها يضع أولوية لطائفته أو فرقته في مرتبه عليا من اهتمامه.

 ولم يعد خفي على أحد دور اليهود في توسيع رقعة الخلاف والتناحر بين هذا وتلك.

وقد وصف لنا الله اتهام اليهود والنصارى لبعضهم. وسير الكثير من الذين اتبعوهم من المسلمين في ذلك.

وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَىْءٍۢ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَىْءٍۢ وَهُمْ يَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(البقرة - 113).

والآية الكريمة معطوفة على قوله- تعالى- قبل ذلك:

{وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} ( البقرة: 111).

ذلك لزيادة بيان طبيعة أهل الكتاب، المعوجة، وأن رمى المخالف لهم بأنه ضال طبيعة فيهم. وهكذا قالت الفرق الإسلامية مثلهم، " نحن الفرقة الناجية والباقي في النار". كما قال اليهود والنصارى.

ورغم تحذير الله للمسلمين من كيد أهل الكتاب لهم.

{وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ}( البقرة : 109).

فإننا نجد ارتماء الكثير من المسلمين في أحضان اليهود وأتباعهم .

ولكن أيها المسلم فإن ربك يوضح لك الطريق الصحيح.

أنت مسلم  فلا تشارك أحدا في تفريق صف المسلمين.

إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىْءٍ ۚ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ(الأنعام - 159).

واجعل وجهتك إلى ربك قولا وفعلا وتطبيقا في الحياة.

{بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} ( البقرة:112).

تعليقات