فساد وطغيان بني إسرائيل في الأرض "وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ" (المائدة - 27) أ.د/ فؤاد محمد موسى
فساد
وطغيان بني إسرائيل في الأرض
"وَٱتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ"
(المائدة
- 27)
أ.د/
فؤاد محمد موسى
أيها المسلم : لقد جاء هذا الأمر من الله لنا بتلاوة هذا الحدث (نَبَأَ
ٱبْنَىْ ءَادَمَ) وتدبره ودراسته وتدريسه لكل من يشهد أن لا إله إلا الله. دراسة
واعية متقنة في كل مراحل التعليم تنفيذا لأمر
من الله، وطاعة لله . لما فيه النفع لنا وللبشرية جميعا في الدنيا والأخرة.
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا
قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ
لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن
بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ
لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي
أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ
فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ
فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا
أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي
فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (سورة المائدة:27-31).
أيها المسلم: اعلم أن أمر الله ( واتل ) قد جاء في القرأن 5 مرات، مما
يشير إلى أهمية موضوعات هذ الأمر.
وهذا الأمر بالتلاوة من الله لرسوله على البشرية في موضوع (ابني أدم) يفيد:
1- الإستمرارية في تربية المسلمين لهذا الأمر على مر العصور..
2- أن هذا الحدث سيتكرر على مر العصور.
3- أهمية هذا الموضوع في حياة المسلمين .
4- أن موضوع هذا الحدث يتصف به اليهود من بني
إسرائيل، لأنه جاء كمثال لأيات تناولت بعض جوانب من أفعال بني إسرائيل.
أيها المسلم:
إن هذه الأيات تعطي لنا نموذجا فريدا
من نوعه، نموذجا لطبيعة الشر والعدوان ؛ نموذجا للعدوان الصارخ الذي لا مبرر له.
وترسم الجريمة المنكرة التي يرتكبها الشر ، والعدوان الصارخ الذي يثير الضمير .
ففي هذه القصة بيان أن الحسد دأب
قديم في بني إسرائيل. وأن لديهم وحب أنفسهم ووتفضيلها على الأخرين، وحب التملك وسلب
الأخرين ما يملكون بغيا وعدوانا ومكرا وخداعا، ويحلون لأنفسهم كل شيء، ويحرمونه
على غيرهم. فيحلون نهب ممتكات الأخرين وسفك دمائهم، دون وازع من دين ولا ضمير.
فهم قتلة الأنبياء، وهم الذين
تطاولوا على ذات الله بوقاحتهم، وهم الذين يشعلون الحروب ، وينشرون الفساد بكل
أنواعه، في كل بقاع الأرض.
وهذه بعض الأيات القرآنية التي تؤكد بعض هذه الصفات في يهود بني إسرائيل.
وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ
نَحْنُ أَبْنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥ (المائدة - 18).
وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ
إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَٰرَىٰ (البقرة - 111).
وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن
تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍۢ يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ
بِدِينَارٍۢ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ۗ
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِى ٱلْأُمِّيِّۦنَ سَبِيلٌ
وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(آل عمران - 75).
وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ
مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ ۘ بَلْ يَدَاهُ
مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّآ
أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَٰنًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ
ٱلْعَدَٰوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ ۚ كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ
نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا ٱللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِى ٱلْأَرْضِ فَسَادًا ۚ
وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ(المائدة - 64).
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ
يَكْفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلْأَنۢبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّۢ ۚ
ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ(آل عمران - 112).
أيها المسلم:
إن أحداث التاريخ تأكد لنا أن اشتعال
الحربين العالميتين كان من تدبير اليهود.
وأن معظم الحروب الأخرى كان أيضا من
تدبيرهم.
هذا النموذج الصارخ للشر في العالم
نراه شاخصا لكل البشر الأن في قتل اليهود لأهل غزة وتدمير الشجر والحجر ، والأطفال
والشيوخ والنساء، القتل والتنكيل بالأحياء والأموات. تحت سمع وبصر ومساهمة ما يسمى
بالمسلمين.
أيها المسلم:
هل تعلم أن النظام الاقتصادي
العالمي، من بنوك وعملة وتكتلات اقتصادية كله من تخطيت وسيطرة اليهود على الإقتصاد
العالمي ونهب ثروات البشرية بطريقة ماكرة.
أيها المسلم:
ِ هل تعلم أن كل وسائل الإتصال
والنشر والإعلام كلها تقريبا تحت سيطرة وإدارة اليهود .
أيها المسلم:
هل تعلم أن معظم النظم التعليمية في
العالم يقودها اليهود ويمتلكونها.
فلا يوجد أي نشاط للبشرية إلا
ولليهود يد خفية تعمل فيه.
إن للصهيونية العالمية مؤسسات تعمل
على مدار الساعة لإدارة وتوجيه الحياة على الإرض بمكر وخداع لا يتصوره عقل.
أيها المسلم :
إن هذا قد حدث في غيبة وغيبوبة من
تخلي المسلمين عن دورهم القيادي في الحياة الذي أوكلهم الله به.
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ
بِٱللَّهِ (آل عمران - 110).
فهل لنا أن نتوب إلى الله ونحقق هذه
الخيرية طاعة لله. وتحقيق الشروط الثلاثة بالأية الكريمة.
إن ما نشاهده الأن من عمل بطولي قد
لا يتصوره العالم كله، من فئة مؤمنة من أهل غزة في الجهاد ضد اليهود، ليعيد لنا
الأمل في أن نرى راية الإسلام في قيادة البشرية إلى هدى الله ونوره ، واقتلاع شر
اليهود وفسادهم في الأرض.
تعليقات
إرسال تعليق