كلمة أعجبتني . من أجل غزة هزتني . وبنور من الهدى سرتني. أ.د/ فؤاد محمد موسى. قال القائل:

 

كلمة أعجبتني .

من أجل غزة هزتني .

وبنور من الهدى سرتني.

أ.د/ فؤاد محمد موسى.

قال القائل:

أقولها بكل مرارةٍ وألَم بأننا خُدِعنا، وعلى مدار عقود، بعلماء أجادوا الخُطَب، وحسَّنوا الترتيل، وبالغوا في العويل، وأطنبوا في التهويل، وتنافسوا في التجمُّل، وأتقنواالخشوع والتذلل، وحَسبناهُم القناطِر إلى الرشاد، ومسالك المخلصين إلى الجهاد. وحين حصحص الحق، وتمايز أهل الصدق، لم نرَ لهم أثر، وكأنهم ليسوا من البشر... غزة بأشلائها تناديهم، ولَم يصلها سوى شخيرهِم، صاحَ الأطفال والنساء، وأرسلوا النداء تلو النداء، وكأنما يخاطبون آذانًا صمَّاء..صرخَ أبناء فلسطين، بكل صوتٍ حزين، وخاطبوا العلماء بأسمائهم، وناشدوهم بألقابهم؛ أين العالم النحرير؟ أين داعية النفير؟ أين المصقع في التحذير؟ أين هزازُ المنابر؟ أين مهيج الضمائر؟ أين جامع الكواسر؟ أين من دعا إلى الجهاد في سوريا؟ أين مُحشِّد الآلاف إلى الأفغان؟ أين من دفعَ الانتحاريين إلى المحراق، في أرض الطهارةِ بالعراق؟ هذه غزة تُطحن وتباد، على يد عدوٍ ليس فيه تضاد. عدو بنص القرآن، وبصحيح أحاديث العدنان... وحين ارتفعَ البكاء، وسالت سيول الدماء، من صوب غزة هاشم العصماء؛ نفدَ صبرُ أولئك العلماء، وكشفوا حقيقتهم الشوهاء، وجاءتهم الأوامر العليا، بأن يتبرؤا من الأبرياء، ويقفوا في صف الأعداء، فخرجوا من صمتهم بلاحياء. بغترهم البيضاء والحمراء، وأعلنوا الولاء، لعدو الأرض والسماء، وجلدوا الضحية بلا هوادة، وبرأوا ساحة الجلاد بكل بلادة، وحمَّلوا المجاهدين جريرة هدم فلسطين. وكلما مرَّ يوم لعين، انكشفت وجوههم القميئة، وطالت ألسنتهم البذيئة، ومعهم جيوش من الذباب، من المُسترزقين بأتفه الإهاب، وبثمنٍ لا يساوي عظمة كلاب،ومثلهم من المتسترين بأتفه الأسباب، وخرجوا بألسنة حداد، ينهشون الأيدي والأكباد، ويصفون الأبطال المقاومين، بكل عيب مشين، ويتطاولون بكل بجاحة، حتى عيينا بكل صراحة، عن التفريق بينهم وبين الصهاينة، وعجزنا في التمييز، بين ماضيهم القريب، وحاضرهم المُريب، وكدنا من شدة الهول، نشك في كل مأثور وقول، وصارت منابر الخليج، تضج بأبشع الضجيج، من قبل هؤلاء المفاليج.

‏ولكنَّ الله لطيفّ بالعباد، ولا يترك الأمة دون هاد، في ظل هذا الضلال المنتشر، وأصوات النشاز المنهمر، فكان الصوتُ من عُمان، يكادُ يهز الأركان، ويهدمَ الأصنام والأوثان، ويُعري علماء البهتان، ويكشفُ تلاميذ الشيطان، ويُشير كبطل صنديد، بقبضة من حديد، ولسان لا يعرف الحياد، وقول لا يعترفُ بالأسياد. وجاء يسعى بشيبته، ويشير بسبابته، ويخاطب الأمة جمعاء، بأن رجال القرآن هم العظماء، وبأن فلسطين، قبلة الموحدين، وميدان المستضعفين، وساحة المؤمنين، لا يخذلها إلا منافق، ولا يتخلف عنها إلا مارق، ولا يطعن فيها إلا المتصهينين، ولا يتجاهلها إلا عدو لعين، وأن غزة فلسطين، هي الكاشفة لكل عين، وأن ميزان الإسلام، مرتبط بذلك المقام، وبأن الواجب على كل قادر، أن ينهض بما استطاع ويبادر.

‏وحينما سمعنا هذا الصوت الهادر، استعدنا شريطه الغابر، فوجدناه منذ عقود، صاحب شكيمة لا تلين، ومبدأ قوي متين. يقفُ عند كل ملمة، ويصدح عند كل مدلهمة، لا يخاف إلا الله، ولا يخشَ سواه. وحينما عرفناه، أدركنا الحق لا سواه، وعرفنا من أعماله والأقوال؛  الفرق بين علماء الحق وعلماء الضلال.

‏فسلام الله على عالمُ المقاومة الخليلي، ودام ظله، وزانت عافيته، ليبقى منارة المؤمنين، وجبل المجاهدين، ومرجع الحائرين.

 

الدكتور/ أمين الشامي

تعليقات