حرب إبادة الإسلام
والمسلمين
قد ينزعج البعض من هذا العنوان سواء المسلم
أو الكافر، فالكثير من المسلمين قد لا يدركون ذلك، وأما الكافر لمكره ودهائه، خاصة
اليهود والصهيونية في العالم، فهم الذين يقومون بهذه الإبادة للإسلام والمسلمين،
بزعم أنهم ارهابيون.
وَإِذْ
يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ
يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
( الأنفال: 30).
والذي يراجع ما حكاه القرآن الكريم من حرب
أهل الكفر من اليهود والصليبية للإسلام والمسلمين في العديد من سورالقرأن: البقرة
وآل عمران والنساء والمائدة والأعراف وغيرها ، يطلع على المدى الواسع المتطاول
الذي أداروا فيه المعركة مع هذا الدين في عناد لئيم !
والذي يراجع التاريخ بعد ذلك - منذ اليوم
الذي أعلن فيه الإسلام بالمدينة ، وقامت له دولة - إلى اللحظة الحاضرة ، يدرك كذلك
مدى الإصرار العنيد على الوقوف لهذا الدين وإرادة محوه من الوجود
!
فقد سجل التاريخ أن بني إسرائيل كانوا هم
ألأم وأمكر خلق وقف لهذا للإسلام.
ولقد استخدمت الصهيونية والصليبية في العصر
الحديث من ألوان الحرب والكيد والمكر أضعاف ما استخدمته طوال القرون الماضية . .
وهي في هذه الفترة بالذات تصر على إزالة هذا الدين بجملته ؛ وتحسب أنها تدخل معه
في المعركة الأخيرة الفاصلة . لذلك تستخدم
جميع الأساليب التي جربتها في القرون الماضية كلها - بالإضافة إلى ما استحدثته
منها - جملة واحدة !
فهم الذين يذبحون من ينتسبون إلى الإسلام في
كل مكان ؛ ويشنون عليهم حرباً تتسم بكل بشاعة الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش في
الأندلس ، وحروب أفغانستان والعراق والسودان وليبيا، وغيرها.
والأن هذه الحرب المشتعلة في فلسطين، وإبادة
الحياة كلها في غزة لهي أحدث هذه المحاولات لإبادة المسلمين وإسلامهم بكل بشاعة الإبادة
في كل مجالات الحياة. وبكل أسلحة الدمار التي أنتجتها مصانع الكفر في أمريكا
وأوربا وإسرائيل.
إنها المعركة الوحشية الضارية يخوضها أهل
الكتاب من اليهود والماسونية والصهيونية العالمية، مع هذا الدين الإسلامي وأهله في
غزة . وهذا يشير إلى أمر هام جدا، ألا وهو أن الإسلام لا يوجد في صورته الربانية
الناصعة التي يريدها الله في واقع الأرض إلا في غزة، أما الراقصون على حبال
المظاهر الشكلية للإسلام، فهم القاعدون المتفرجون على هذه الإبادة، بل أن هناك من
يشارك فيها ويمد يد العون لإبادة الإسلام والمسلمين.
إن البلية الكبرى أن كثيراً من السذج الأغرار
ممن يسمون أنفسهم بالمسلمين يتخذون من هؤلاء اليهود المزوّرين على نبيهم ودينهم ،
أساتذة لهم ، يتلقون عنهم في هذا الدين نفسه ، ويستشهدون بما يكتبونه عن تاريخ هذا
الدين وحقائقه ، ثم يزعم هؤلاء السذج الأغرار لأنفسهم أنهم "
مثقفون !أو دعاة للدين الإسلامي.
إن المعركة القائمة اليوم في غزة هي معركة
كبرى بين الإسلام والكفر ، بين الحق والباطل، بين العدل والظلم ، بين شرعة الله
وشريعة الغاب، بين المستضعفين في غزة الموحدين لله والمستكبرين في الأرض فسادا
وتدميرا.
إنها حدث مفصلي في تاريخ الإسلام .
والواجب على كل مسلم أن يجعل هذه المعركة
معركته هو، والقضية قضيته هو، وأن يشارك فيها بكل وسعه، وأن يبث الوعي فيمن حوله
تجاه هذه القضية ، وأن يستمر في ذلك حتى يقض الله أمرا كان مفعولا.
فهذا هو دين الله .الإسلام . وليس لهذا الدين من صورة أخرى .
فقد جاء كلام الله واضحا لرسوله، فلا تبعية
لبشر إلا لرسول الله الذي وصفه الله بهذا الوصف المحدد ، والتوحيد الخالص لله:
قُلْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّى رَسُولُ
ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ٱلَّذِى لَهُۥ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ
لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْىِۦ وَيُمِيتُ ۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ
وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِىِّ ٱلْأُمِّىِّ ٱلَّذِى يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ
وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(الأعراف - 158).
هذا البلاغ من الله ، موجه إلى النبي
الأمي يأمره بإعلان الدعوة إلى الناس جميعاً
وجاءت وفق الفطرة الإنسانية التي يلتقي عندها
الناس جميعاً .
ومن ثم حملها النبي الأمي الذي لم يدخل على
فطرته الصافية - كما خرجت من يد الله - إلا تعليم الله . فلم تشب هذه الفطرة شائبة من تعليم الأرض ومن أفكار
الناس ! ليحمل رسالة الفطرة إلى فطرة الناس جميعاً.
هذه الدعوة التي لم تتلوث بخبرات شياطين
البشر ، كما نشاهده الأن على لسان الفرق التي تدعي الإسلام وفهمها له , ثم تبدل
كلام الله وتطلق مسمياتها التى أمدهم بها الشياطين كما فعل بني إسرائل، ومنهم من
تعلم على يد هؤلاء اليهود، ومنهم اليهود
أنفسهم الذين إندسوا بين المسلمين كدعاة للإسلام محرفين ومبدلين .
إن هذا الدين يعلن عن طبيعته وعن حقيقته في
كل مناسبة . كما هو في غزة الأن جهاد وعمل وتطبيق على الأرض في واقع حياتهم،
معاناه وألم وجراح وجوع وتشريد، كما عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا
يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ
وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ( البقرة: 214).
هذا ما نراه في أهل غزة رأي العين ويشاهده
العالم كله، ويشهد به الناس جميعا.
فهل عرفت أيها المسلم ما دورك في هذه
المعركة؟!
أ.د/ فؤاد محمد موسى
ِ
تعليقات
إرسال تعليق