علماء السوء أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ (البقرة - 159) أ.د/ فؤاد محمد موسي

 

 

علماء السوء

أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ

(البقرة - 159)

 

أيها المسلم .

ألم تتوقف عند قول الله تعالى:

إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَٰبِ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ(البقرة - 159).

هؤلاء الذين ذاع صوتهم وعلى نجمهم في أنحاء العالم لما قاموا به، وقد وصفه الله في الأية الكريمة.

 فهم وأمثالهم في أي زمان ، ممن يكتمون الحق الذي أنزله الله ، لسبب من أسباب الكتمان الكثيرة ، ممن يراهم الناس في شتى الأزمنة وشتى الأمكنة ، يسكتون عن الحق وهم يعرفونه ، ويكتمون الأقوال التي تقرره وهم على يقين منها ، ويجتنبون آيات في كتاب الله لا يبرزونها بل يسكتون عنها ويخفونها لينحوا الحقيقة التي تحملها هذه الآيات ويخفوها بعيدا عن سمع الناس وحسهم ، لغرض من أغراض هذه الدنيا .

كما أن كتم ما أنزل الله يتناول إخفاء ما أنزله، وعدم ذكره للناس وإزالته عن موضعه ووضع شيء آخر موضعه، كما يتناول تحريفه بالتأويل الفاسد عن معناه الصحيح جريا مع الأهواء. الأمر الذي نشهده في مواقف كثيرة .

وهذا قد سمعناه وشاهدناه في هذا الزلزال الذي هز كل مسلم بأحداث غزة وحرب إبادة الإسلام والمسلمين، والذي تصدى له الصامدون المجاهدون الموحدون في غزة ، وتقاعص الكثير من المسلمين عن الجهاد دفاعا عن الإسلام والمسلمين. بل أن هناك من المسلمين من يتعاون مع اليهود والكفار في هذه الإبادة، وخرج علينا علماء السوء يبررون هذه المواقف المخزية، ويهاجمون أهل غزة لما يجاهدون ويدافعون عن الإسلام والمسلمين.واستخدموا آيات القرأن لتبرير هذا بغيا وتأويلا وتبديلا.

وسبحان الله إن هؤلاء الذين ذاع صوتهم وعلى نجمهم في أنحاء العالم، لكتمهم ما أنزل الله وإخفائه ، وعدم ذكره للناس وإزالته عن موضعه ووضع شيء آخر موضعه، وتحريفه بالتأويل الفاسد عن معناه الصحيح جريا مع الأهواء. فإن جزاء الله لهم  كان من جنس العمل لهم في الحياة الدنيا.

أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ(البقرة - 159).

فإلى جانب لعن الله لهم جاء لعن اللاعنون من الناس لهم في كل بقاع الأرض وفي كل وسائل النشر والإعلان، بل أصبحوا أضحوكة الجميع، يسخرون منهم ويلعنونهم، والأكثر من ذلك لعنهم المؤمنون في دعوتهم عليهم. فهم ملعونين دنيا وآخرة.

( أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) . . 

كأنما تحولوا إلى ملعنة ، ينصب عليها اللعن من كل مصدر ، ويتوجه إليها - بعد الله - من كل لاعن

واللعن من الله هو الطرد في غضب وزجر ، وأولئك الخلق يلعنهم الله فيطردهم من رحمته ، ويطاردهم اللاعنون من كل صوب . فهم هكذا مطاردون من الله ومن عباده في كل مكان . .

 

 وقدعبرالله في ( يَكْتُمُونَ ) بالفعل المضارع، للدلالة على أنهم في الحال كاتمون للبينات والهدى، ولو وقع بلفظ الماضي لتوهم السامع أن المقصود به قوم مضوا، مع أن المقصود إقامة الحجة على الحاضرين.

حتى لا يظن بعض المتأولين أنها جاءت في اليهود فقط.

                                                     أ.د/ فؤاد محمد موسي

تعليقات