لقد رأينا الجنة بعين البصيرة وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ( الزمر: 73 ) أ.د/ فؤاد محمد موسى

 

 

لقد رأينا الجنة بعين البصيرة

وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا

( الزمر: 73 )

أيها المسلم

هل شاهدت أفواج أهل غزة وهم يتوافدون إلى ديارهم افواجا فرحين مهللين، ومكبرين. وتري الأحبة يلتقون بعضهم ببعض في سرور ومحبة.

أيها المسلم

ماذا يذكرك هذا  المنظر 

ألا يذكرك هذا المشهد بدخول المتقين من الؤمنين الجنة يوم القيامة إذ يقول ربك.

وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) ( الزمر:  )

إنهم أهل غزة الذين تحملوا من المشاق والتدمير والقتل والجوع العطش والتشرد في العراء والتهجير لشهور عديدة تحت نيران اليهود ودول الكفر وعلى رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا بإحدث أسلحة الدمار. والمجاهدين منهم في سبيل الله يدافعون عن الإسلام في هذه البقعة الصغيرة من الأرض، بسجلون أعظم صور الجهاد في سبيل الله.

نعم إنهم قد حققوا أمر الله .

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾

[ آل عمران: 200].

لذلك كان هذا المشهد لهؤلاء:

 قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) ( الزمر: 10)

أيها المسلم

هل شاركت هؤلاء فرحتهم  في دخولهم الجنة

هل ساهمت معهم  في هذا النصر  وفي الجهاد في سبيل الله ، فإنه ذروةُ سنامِ الإسلامِ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ذروةُ سنامِ الإسلامِ الجهادُ في سبيلِ اللهِ لا ينالُه إلا أفضلُهم (أخرجه الطبراني).

أيها المسلم

هل تصورت دخولك الجنة مع  المجاهدين هؤلاء.

فالله يقول:

لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا.

أيها المسلم

لا تكن من المتخاذلين  الذين قعدوا ولم يناصروا أهل الجهاد في غزة  فيكون مصيرك كما قال الله .

 

إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} (النساء:97).

تعليقات